السيد أبو على يكتب: موسم “حلب الأبقار العربية” .. صفقات بالمليارات لغرف البيت الأبيض ودماء غزة لا تجد من يسأل عنها
>> الرئيس السيسى يقف وحيداً في وجه الطاغوت الأمريكي ومخططات التهجير من غزة إلى سيناء

السيد أبوعلى نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط يكتب:
موسم “حلب الأبقار العربية” .. صفقات بالمليارات لغرف البيت الأبيض ودماء غزة لا تجد من يسأل عنه
>> الرئيس السيسى يقف وحيداً في وجه الطاغوت الأمريكي ومخططات التهجير من غزة إلى سيناء
بينما كانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصفها الوحشي على قطاع غزة، حاصدة أرواح الأطفال والنساء والشباب الأبرياء بلا رحمة، كانت صور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتصدر نشرات الأخبار وهو يحط الرحال في عواصم الخليج، ويوقع صفقات بمئات المليارات من الدولارات، في مشهد يختزل معاني الانحياز الفج والاستغلال المكشوف.
لقد تحولت الزيارة الرئاسية الأمريكية إلى الخليج إلى ما يشبه موسماً من مواسم “حلب الأبقار”، بحسب التعبير الشهير الذي أطلقه ترامب نفسه، حين وصف بعض الدول الخليجية بأنها لا يمكنها البقاء أسبوعاً واحداً دون حماية أمريكا، في مقابل تدفق الأموال والثروات، وبالفعل، لم يخب ظن ترامب، فعودته إلى واشنطن ستكون بحقائب مثقلة بعقود تسليح واستثمارات ضخمة، بينما لم يقدم أي التزام جاد أو حتى تعهد أخلاقي بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة أو رفع الحصار الجائر عن شعبها المنكوب.
والأدهى من ذلك، أن هذه الزيارات تمت وسط صمت عربي رسمي مخزٍ، وغض للطرف عن المجازر اليومية التي ترتكب بحق أهل غزة، حيث يقصف طيران الاحتلال المنازل والمدارس والمستشفيات والمخيمات، وتستشهد الأسر بالجملة، ويدفن الأطفال تحت الأنقاض، بينما تفتح أبواب القصور الرئاسية لاستقبال “عراب الصفقات”، بكل ما يحمله من انتهازية سياسية واستهتار بمآسي الأمة.
وفي هذا المشهد المتشابك، يبرز موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مختلفاً تماماً، بل ومضاداً في الاتجاه، فالرئيس السيسي، رغم الضغوط الدولية المتعددة، اتخذ مواقف واضحة وصريحة في رفض مخططات التهجير القسري من غزة إلى سيناء، رافضاً أن تكون مصر بوابة لتصفية القضية الفلسطينية أو شريكاً في التآمر على الشعب الفلسطيني، وقد عبر عن ذلك بوضوح لا لبس فيه في المحافل الدولية، معلناً أن مصر لن تسمح أبداً بتغيير ديموغرافي في أراضيها أو العبث بأمنها القومي.
موقف الرئيس السيسي ليس فقط موقفاً وطنياً مصرياً خالصاً، بل هو موقف قومي يتجاوز حدود الجغرافيا ليقول للأمريكي الطاغي: لسنا جميعاً أدوات طيعة في يدك، ولسنا جميعاً على استعداد لبيع كرامتنا مقابل ضمانات وهمية أو طائرات مستعملة، إنه صوت العقل العربي الذي وقف شامخاً، بينما انحنت رؤوس كثيرة أمام سطوة البيت الأبيض.
إن المشهد الحالي يعيد إلى الأذهان سؤالاً محورياً: متى يدرك العرب أن القضايا الكبرى لا تحل بالولائم السياسية ولا بالصفقات العابرة، بل بالمواقف الجادة والشجاعة؟ ومتى يصبح الدفاع عن القضية الفلسطينية أولوية فوق المصالح والحسابات الضيقة؟
في ظل صمت العرب، تبقى مصر وحدها تقول “لا”، ويظل الرئيس المصري بمفرده واقفاً في صف القضية حين اختفى الآخرون.