الكاتب والروائى أسامة القبيسى : يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون , أذلاء منبطحون راكعون !

سيسجّل التاريخ…!
أنّ ترامب دخل جزيرة العرب، فوجدها خالية من الرجال…مزدحمة بالخُدّام … أرضٌ غنية بالذهب، فقير من العزّة.
دخلها لا كغازٍ متمرد، ولا كمتسلّلٍ في ليلٍ دامس، بل دخلها في موكبٍ مهيب، تستقبله فيه القصور، وتنحني له الرقاب، ويُقدَّم إليه المال كما تُقدَّم الغنائم للفاتحين.
دخل ديار العرب، فرأى حكّامًا لا هيبة لهم، وجيوشًا بلا عقيدة، وعلماء خائفون فقدوا النخوة فسكتوا، ونُخبًا تصفّق، وشعوبًا خانعة بين مؤيد صامت أو مستنكرٍ خائف.
دخلها عدوّ الله لا كما يدخل المستعمر أرضًا محتلَّة، بل كما يدخل “المنتظر” أرض أنصاره، يُحاط بالمجالس، ويُفرش له البُسُط، وتُفُتح له الخزائن، ويُسلَّم له القرار!
في الرياض، اصطفّت له الوفود، وخرج له أهل النفط والسلطة يحيُّونه، كأنّما نزل عليه الوحي من جبل رضوى!
وفي قطر، تقدّم له أعيان الدولة وأشرافها، لا على أنّه رئيس دولة، بل على أنّه “المنقذ” الذي يُطاع، والمخلّص الذي لا يُسأل عمّا يفعل.
وفي الإمارات، فاق الترحيب كل خيال، حتى خرجت بنات العرب، من بنات القبائل، يرقصن له علنًا، يُهززن شعور ما كان ليراها العلج لا في جاهلية ولا إسلام ، كما لو أنّ الأرض خلت من الغيرة، أو أن الرجولة قد رحلت إلى منفىٍ بعيد!
ذلك ليس رقصًا للضيافة، بل خنوعًا للطغيان… مشهدٌ تسقط فيه الكرامة، وتُطحن فيه الحضارة تحت أقدام الجلّاد وهي تبتسم!
أما الجزية… فلا تسأل عنها!
فقد فُتحت له خزائن المسلمين بلا شرطٍ ، وهُدي من أموال الأمة ما كان لا يجرؤ المحتلٌّ الانجليزي و الفرنسي على أخذه حتى بالسلاح! إنها نوع جديد من الجزية ، جزية الرضا… طمعًا في نظرة رضا من مستكبر أحمق.
لكنّ المصيبة لم تقف عند المال، بل تعدّت ذلك إلى الدين والشرف…
فها هو حاكم دمشق الجديد ، من طالما خطب في الجهاد وتطبيق شرع الله وتحرير الأقصى و استنكر أفعال حكام الخليج ، قد جلس أمام الطاغية ترمب ذليلًا، يستجديه الرضا، ويبتسم له في خنوع ، ويُصغي إلى الأوامر في خشوع، ويعرض تسليم من قاتلوا معه بالأمس.
يا أيها الناس…
إنها ليست زيارةً عابرة، بل شهادة وفاة تُعلَن في وضح النهار… موتٌ حضاريّ تُوثّقه العدسات، ويُروى للأجيال بعنوان: هكذا سقطت أمة !
أن تُفرش الطرقات للعدو، ويُجلَس في الصدر، وتُساق له الأموال كما تُساق القرابين، فاعلم أن القيم قد هُدّمت، وأن الرجولة في أقفاص الذلّ تُباع!
إنه ليس فنًّا في السياسة، بل فضيحة في الأخلاق، وانهيار في العقيدة، وسقوطٌ لا يشبهه سقوط.
خرج العرب من فانتصروا على الامبراطورية الفارسية ودكّوا أبواب عاصمة الامبراطورية الرومانية و هابهم امبراطور الصين فصالحهم و خافهم ملوك الافرنج فدفعوا لهم الجزية وأذعنت لهم الأمم وأقاموا دولة الإسلام من جنوب فرنسا إلى حدود الصين، ويوماً حماية من أح يستطيعون العيش الا تحت حماية مراهقي الجيش الامريكي الجبان من شذاذ الافاق ، يحرسهم من لا يعرف أباه، وتحمل السلاح عنهم فتاةٌ لم تبلغ العشرين، ….حتى اصبح ترامب يتوعدهم بسحب الحماية ان لم يدفعوا له الجزية عن يد وهم صاغرون ؟
وتبقى مصر الام الكبرى التى حملت عبء القضية الفلسطينية طوال 70 عامااا ودفعت الدم والشهداء ورفع الرئيس القائد عبد الفتاح السيسي كلمة مصر المدوية وموقفها العروبى الثابت أنة لا تهجير الشعب الفلسطيني من بلادة…. لا لموت القضية الفلسطينية …..مصر ومن وراءها الرئيس السيسي تظل دائما بلد المواقف وبلد النخوة والرجال……لذا تبقى مصر عبر التاريخ ولا عزاء للعرب