مصطفى علم الدين يكتب : روان مختار رجب.. حين يثمر التفوق ببركة القرآن وثمرة العلم
الف مبرووك

في زمن تتبدل فيه القيم وتتراجع فيه التربية وتتوه فيه الأجيال ونرجع نتسائل لماذا وصل أبنائنا الى هذا الوضع السيئ من التربية والتأخر الدراسى، لكن تظل بعض البيوت شاهدة على ثبات الأصل، وعراقة الجذور، واتصال البركة فى الأبناء بفضل العلم والقرآن.
من هذه البيوت، خرجت الطالبة روان مختار مصطفى رجب، التي حققت تفوقا لافتا في امتحانات الثانوية العامة، بحصولها على نسبة تجاوزت 98% في القسم الأدبي، الذي اختارته برغبتها رغم مقدرتها على القسم العلمى لتخط بذلك سطورا مشرقة في سجل الأسرة، وتؤكد أن النجاح الحقيقي يبنى على تاريخ من الالتزام العلمي والروحي فى الوقت الذى نسمع فيه عن حكايات وروايات السماعات والغش الفج فى الثانوية التى لم تتاثر بها.
روان هي ابنة الصديق العزيز الدكتور مختار مصطفى رجب، الذي شهد له كل من تعامل معه بالأدب الجم والتواضع وحسن المعاملة، وهي أيضا حفيدة الأستاذ الدكتور مصطفى رجب، أحد رموز اللغة العربية والشعر في مصر وأحد القامات التربوية التي أنارت دروب أجيال عديدة وأثرت المشهد الثقافي والأدبي لعقود ومازال عطاؤه ممد ـ بارك الله فى عمره .
ولكن وراء هذا التفوق أيضا سر هو إرث راسخ في حفظ كتاب الله ونشر علومه؛ إذ كان جدها الشيخ محمد أحمد رجب من أبرز حفظة القرآن وسليل بيت أزهري عريق، يمتد إلى الشيخ أحمد رجب والشيخ رجب – من علماء الأزهر الشريف – الذين تركوا مؤلفاتهم بخط اليد محفوظة في مكتبة الأسرة حتى اليوم، لتكون شاهدة على مسيرة من العلم المتوارث بالفطرة.
وعلى الجانب الآخر، تنتمي روان من جهة والدتها إلى أسرة طيبة عرف عنها الالتزام والسيرة الطيبة، فجَدها الحاج أحمد يونس، رجل طيب من أهل المساجد والخلق الكريم، واخوالها الدكتور حسن والأستاذ على والاستاذ سليمان عرفتهم جيران أفاضل لنا فى بلدتنا لم يتخيروا عن والدهم يشهد لهم الجميع بالسيرة الطيبة والخلق الرفيع.
من وجه نظرى الراسخة هذا النجاح لم يكن محض اجتهاد دراسي فقط، بل هو ثمرة تربية ممتدة، ومصداق لما جاء في القرآن الكريم فى قول الحق سبحانه وتعالى “وكان أبوهما صالحا” [الكهف: 82]
وأيضا قوله تعالى وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا” (النساء: 9)
كل ما اود أن اوضحه قبل أن أرسل تهنئة لصديقى الدكتور مختار رسالة للجميع أن التفوق لا يبدأ من ورقة امتحان، بل من جدران بيت يعبق بالقرآن، وكتب تزين الرفوف، وسير رجال ونساء زرعوا القيم في أولادهم.
وفي النهاية اتقدم نيابة عن أسرة تحرير، موقع “الحياة 24″، بخالص التهنئة إلى أسرة الدكتور مصطفي رجب الكريمة بشطورة، والى اختى الصغيره روان لتفوقها داعيا الله أن يجعل هذا التفوق بداية لمستقبل باهر والى مشروع مثقفة وأكاديمية جديدة تثير على نهج جدها الدكتور مصطفى رجب.