آراء وكتاب

السيد أبوعلى يكتب: بعد مرور عام على توليه منصبه .. كلمات في حق اللواء “سراج”

كتب: السيد أبو على

بينما كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء مؤخراً فى شئون العمل التنفيذى الحالى بالمحافظة مقارنة بالسنوات السابقة، ذكرني بأن المحافظ الحالى اللواء دكتور عبد الفتاح سراج قد أمضى أكثر من عام في منصبه محافظاً لسوهاج، ومع استرجاع التواريخ تبين أنها ليست سنة فقط، بل عام وثلاثة أشهر من العمل المتواصل، عندها وجدت أن من الواجب أن أسجل بعض الكلمات في حق الرجل، لا من باب التملق أو المبالغة، وإنما من باب الإنصاف، وإعطاء كل ذي حق حقه، خاصة في زمن اعتدنا فيه أن تبخس الجهود تحت وطأة حملات التشويه والاصطياد في الماء العكر من بعض الكارهين والحاقدين وأصحاب المصالح الضيقة التى لم تجد مصالحهم طريقاً لدى الرجل.

الحقيقة أنني نادراً ما أكتب في الأشخاص أثناء وجودهم في مواقعهم التنفيذية، لكن ما رأيته في الفترة الماضية يستحق التوقف والإشارة، فاللواء عبد الفتاح سراج ليس مجرد مسؤول يدير المحافظة من خلف مكتبه، وإنما رجل ميداني، تجده في الشارع بين الناس، يستمع إلى شكاواهم، يتابع بنفسه المشروعات، ويوجه بالتنفيذ الفوري حيث يمكن، أو يضع الأمور على مسارها الصحيح، ورغم الحملات التي يشنها البعض من المتربصين والمغرضين – ممن غلبت عليهم مصالحهم الخاصة – فإن الرجل ظل ثابتاً، واضعاً مصلحة سوهاج وأهلها فوق كل اعتبار، مستنداً إلى إيمان عميق بالله، بأنه سبحانه ينصر الحق دائماً ولا يضيع أجر المخلصين.

*إنجازات بارزة*

خلال هذه الفترة التى تولى فيها سراج زمام الأمور بالمحافظة، استطاع أن يحقق عدداً من الإنجازات التي بدأت نتائجها تلمس حياة المواطنين ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

زيادة موارد المحافظة المالية، فقد حققت المحافظة قفزة كبيرة في مواردها المالية، وارتفعت ايراداتها بنسبة حوالي 96.47% عن المستهدف للعام المالي 2024-2025.

كذلك ارتفعت الموارد الشهرية من نحو 26.5 مليون جنيه إلى نحو 54 مليون جنيه شهرياً، وهذه الأرقام تعكس جهدًا في تعظيم موارد الدولة، واستغلال الأصول غير المستغلة، وترشيد الإنفاق، وتفعيل الحوكمة المالية.
انشاء المحفظة الاستثمارية: بحصر جميع فرص الاستثمار وطرحها على المستثمرين سواء فى الداخل أو فى الخارج والتى تنافست عليها 4 بنوك لتتولى أعمال تسويق كافة المشروعات والأصول غير المستغلة، ومنها مزرعة الدواجن على مساحة 117 فدان، وتشغيل سوق السمك الحضرى الجديد بحى غرب، وانشاء مصنع للأعلاف، فضلاً عن طرح مشروعات أخرى للاستثمار بالمناطق الصناعية، والتى انتهت بتوقيع بروتوكول تعاون مع البنك الأهلي المصري لتسويق واستثمار أصول المحافظة وتعظيم الاستفادة منها.

كما عمل سراج على إحياء المشروعات المعطلة بعد طرحها فى مزايدات علنية وتأجيرها لمستثمرين مما ساهم فى تدفقات مالية كبير داخل خزينة المحافظة، ومن هذة المشروعات: مشروع انتاج البيض بالعيساوية، ومشروع الديابات لانتاج اللحوم والألبان، واستغلال استراحة كبار الزوار المهدرة منذ سنوات فى طرحها مؤخراً للاستثمار وفوز أحد الكيانات الاستثمارية بها لإقامة فندق 5 نجوم، وكذلك استغلال الورش الحرفية بقرية الحرفيين بأولاد عزاز، وطرح مصنع تدوير القمامة بمركز سوهاج بحق انتفاع، وهدم سينما أوبرا فى قرار جرىء منه بعد أن ظلت خرابة لسنوات وطرحها أيضاً للاستثمار، فضلاً عن توجيهاته بتنفيذ الخطة الاستثمارية بنسبة 100% والإنتهاء من المشروعات المدرجة فيها قبل نهاية العام المالي.

بالإضافة إلى ذلك جولات ميدانية منتظمة للمحافظ تكاد تكون شبه يومية لمتابعة الشوارع، والأسواق، والمواقف، والمرافق العامة، على خلاف محافظين سابقين لم يعتد أهالى المحافظ تواجدهم فى الشارع إلا فى زيارات الوزراء، وقد ساهمت هذة الجولات في حل مشكلات عاجلة وتحسين مستوى الخدمات، فضلاً على ذلك مشروعات التطوير والتجميل: بدءًا من تطوير شارع أسيوط سوهاج، وتجديد ممشى كورنيش النيل الشرقي، وإنشاء كوبري كورنيش النيل الغربي، وتطوير كورنيش أخميم، ورفع كفاءة حدائق الثقافة، وصولًا إلى تطوير حدديقة بنك الإسكندرية، والبدء في خطة شاملة لتجميل شارع المحطة، وتجديد الأرصفة والإنترلوك، وتحسين البنية التحتية في أماكن مثل السوق القديم ومحيط “إيديال” في مدينة ناصر، ورصف طرق مركز المنشاة وهي التي كانت لسنوات مثالاً صارخاً على الإهمال، قبل أن تتحول اليوم إلى طرق ممهدة تعكس الجدية في تحسين حياة الناس.

*كلمة حق*

وكلمة حق تقال، أنه في ظل الصعوبات ليس كل شيء وردياً، فالطريق أمام المحافظ لم يكن مفروشاً بالورد، هناك من ينتظر أي زلة، من يتربص بالكلام، ومن يفشل العمل أو يقلله، إما بدافع غير مفهوم أو بدافع المصالح الخاصة، مثل هذه الحملات لا تقوض فقط أعمالاً، بل تثقل على الرجل أحمالاً، خاصة إن كان رجلاً يخاف الله ويعمل لتأدية واجبه، كما نعرفه، وبعد عام وثلاثة أشهر من العمل الدؤوب، يمكن القول إن اللواء دكتور عبد الفتاح سراج وضع بصمة واضحة في مسيرة محافظة سوهاج، إنجازاته لم تكتمل بعد، والمشوار أمامه لا يزال طويلاً، لكن البدايات تبشر بمستقبل أفضل، إذا استمر هذا النهج القائم على الجدية والتواجد الميداني وتعظيم الموارد.
ختاماً، أكتب هذه الكلمات لا لأجل شخص بعينه، وإنما لأجل محافظة تستحق أن تقال فيها الحقيقة، ولأجل أهلها الذين ينتظرون دائماً الأفضل، والتحية هنا، ليست فقط لشخص المحافظ، بل لكل من يعمل بإخلاص في خدمة سوهاج وأهلها.

السيد أبو على
مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط


 

زر الذهاب إلى الأعلى