الشيخ عبدالرحمن اللاوي يكتب : “الإنسانية فطرة ربانية ،، لاتتجزأ”
يقول الحق سبحانه وتعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) صدق الله العظيم ..اعلم أخي الحبيب أن النفوس البشرية – على اختلافها – وتنوعها بينها ترابط إنساني فطري.
و لم لا ؟ وهذه النفوس جميعا في الأصل نفس واحدة وصدق المولى تبارك وتعالى حيث يقول: « يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَة…….»
إذن ليس غريبا أن تتأثر جميع النفوس بتأثر نفسٍ واحدةٍ لأن الجميعَ خرج من أصل واحد .
وكلما صدقت المشاعر زاد تأثر النفوس بعضها ببعض وانظر أخي إلى شعور الناس وتعاطفهم مع النفس عند تعرضها لكارثة إنسانية تجدهم يهرعون إليها لإنقاذها والوقوف إلى جوارها والانضمام إليها كأنهم نفس واحدة.
فالإنسانية واحدة لا تتجزأ ! لذلك فإن التأثر أو التعاطف أو تقديم المعونة والإغاثة مع مصابي الكوارث أو الحوادث أو أصحاب الحاجات لا يعرف تمييزا على دين ،أو جنس ،أو نوع ،أو عرق ،أو لون لأن التأثر الإنساني هو في الحقيقة تأثر فطري لا إرادي فالإنسانية واحدة لأنها أصلها نفس واحدة .
فمن أحسن إلى نفسٍ واحدةٍ ربما أُجِر من الله تعالى أجراً عظيما كأنه أحسن إلى النفوس جميعاً.
وكما أن الإحسان إلى نفس واحدة إحسان إلى النفوس جميعا أيضا فإن الإساءة إلى نفس إساءة إلى النفوس جميعا ،
ولما كان أشد أنواع الإساءة للنفس بين مجتمع النفوس هو قتلها ، و أفضل أنواع الإحسان إليها هو إحياؤها جاء ذكر ذلك في القرآن الكريم :«مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ …..».
مع الأخذ في الاعتبار أن المقصود بالإحياء هنا الحفاظ على النفس من الهلاك والإبقاء عليها حية سليمة بتقديم كافة ما تحتاجه لتبقى كريمة عزيزة كما خلقها ربها جل شأنه.
من هو الكاتب___________
هو فضيلة الشيخ عبدالرحمن اللاوي، عالم من علماء وزارة الاوقاف، كما يترأس منصب الأمين العام لفرع المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف بسوهاج، ورئيس لجنة حقوق الانسان بحزب الشعب الجمهورى، ويشتهر بحب الخير والصلح بين الناس.