آراء وكتاب

الشاعر عبد الحافظ بخيت يكتب: الإعلام المصري في وادي عبقر

كتب: عبد الحافظ بخيت متولي

هناك الكثير من الأحداث في الداخل والخارج كنت أتوقع أن يغطيها الإعلام المصري بشكل فيه وعي ومهنية باعتباره الآلة الأكثر تأثيرا في الوعي الجمعي للمجتمع المصري، والأكثر غرابة أننا نلاحظ تلك المسافة بين الإعلام وقرارات الدولة، وهذا يتيح للإعلام المضاد مساحة أكبر في التأثير علي الوعي في وقت نحن في حاجة إلى تظهر كل إنجازات الدولة أمام المواطن العادي وأمام الرأي العام للدولة حتي لا يسيطر عليه الإعلام المضاد

كان الإعلام الأمريكي ضد ترشيح ترامب للرئاسة ولم يحظ بتأييد إعلامي إلا من عشرين صحيفة من بين مئة صحيفة قوية في أمريكا، لكنه اعتمد على التلفزيون الذي كان أكثر تأثيرا في الوعي الأمريكي من الصحف، وربما كانت دعوة وسائل الإعلام للتحذير من مساوئ ترامب أتاحت له فرصة للانتشار بشكل أكبر.

ولكني أري ان الإعلام المصري لا يمشي وفق خطة مدروسة ومنهج علمي في صناعة الخبر الأخلاقي والتركيز علي القضايا التي تشغل الرأي العام، ومنها – علي سبيل المثال- قضية الجنود المصريين في السودان، تلك القضية التي شغلت حتي الفلاح في أقصي الجنوب، ولم يهتم الإعلام بهذه القضية كما ينبغي في ظل ابواق اعلامية مأجورة تحط من دور الدولة المصرية داخليا وخارجيا، وهنا يأتي دور وسائل الإعلام الوطنية في وضع الرأي العام في مقارنة بين ما ضد الدولة وما هو في صالحها، ومما يثير الغرابة أن الرأي العام المصري مشغول بقضية الجنود وبعض القنوات تتحدث عن الطرق المثلي للأكل أو صياغة الخبر بطريقة مستفزة، فقد لفت نظري خبران أحدهما في موقع مصري والآخر في موقع إماراتي فمثلا نشر موقع القاهرة الإخبارية خبرا يقول فيه : “أنباء عن وصول الدفعة الأولى من الجنود المصريين المحتجزين في السودان إلي القاهرة”في حين نشر موقع سكاي نيوز عربية الإماراتي تقول فيه :” الصورة الأولي لوصول جميع الجنود المصريين الذين تم احتاجزهم من قبل قوات الدعم السريع إلي القاهرة”

ومرفق مع الخبر صورة نزول الجنود من الطيارة
والفرق بين الخبرين شديد الغرابة والخبر المصري مستفز جدا لأنه يبدو ضعيفا ومشككا غير مؤكد وبدون صورة تدعم الخبر وهذا يظهر الفرق المهني في صياغة الخبر ومدي تأثيره علي الرأي العام
ولماذا لا يكون هناك بثا حيا لوصول الجنود المصريين إلي المطار حتي يتأكد الرأي العام ويفرح لوصول الجنود بسلامة الله؟ في الوقت الذي تشكك فيه أبواق الضلال الإعلامية في حقيقة وصول الجنود فعلا إلي مصر، نحن في حاجة إلى إعلام حقيقي ومهني بشكل أكبر وأفضل يدعم الدولة بشكل حقيقي ولا يترك الوعي الجمعي والرأي العام المصري فريسة لإعلام مأجور يقاتل في سبيل هدم الدولة المصرية، وإذا ظل الإعلام المصري في وادي عبقر فقل علي الإعلام السلام وليحفظ الله مصر

زر الذهاب إلى الأعلى