د.سمر منتصر تكتب: سوريا على صفيح مشتعل
شهدت سوريا تغييرات جذرية بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث انتقلت البلاد إلى حالة من الفراغ السياسي والأمني. سيطرت فصائل المعارضة المسلحة على العديد من المناطق، بما في ذلك حلب وإدلب، التي تمثل مراكز استراتيجية. هذه السيطرة تسببت في انتكاسات كبيرة للنظام السابق الذي كان مدعوماً من روسيا وإيران. الرد الروسي تمثل في ضربات جوية مكثفة، وتعهدات بتقديم مساعدات عسكرية إضافية لإعادة السيطرة الحكومية.
وأدى التنازع بين فصائل المعارضة نفسها أدى إلى فوضى داخلية. في إدلب، تبرز هيئة تحرير الشام (المرتبطة سابقاً بالقاعدة) كقوة مسيطرة، بقيادة أبو محمد الجولاني، الذي كان أحد قيادات تنظيم القاعدة في العراق، هو زعيم هيئة تحرير الشام حاليًا، ويُعرف بسعيه لتحويل الهيئة من تنظيم عسكري إلى كيان سياسي معترف به دوليًا. على الرغم من محاولاته لتقديم صورة أكثر اعتدالاً، إلا أنه يواجه معارضة داخلية وخارجية بسبب تاريخه وعلاقاته السابقة بالجماعات المتطرفة.
مما حث إسرائيل إلى تصعيد عملياتها العسكرية داخل سوريا، حيث توغلت قواتها في المناطق الحدودية واستهدفت مواقع حيوية شملت مراكز قيادة ومستودعات أسلحة مرتبطة بإيران وحزب الله. تهدف هذه العمليات إلى تقويض النفوذ الإيراني في سوريا، لكنها أضافت طبقة جديدة من التعقيد إلى المشهد السوري. القصف الإسرائيلي تسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وأثار تساؤلات حول قدرة الحكومة السورية والقوى الدولية على السيطرة على الوضع. إسرائيل صعدت من عملياتها العسكرية داخل سوريا، مستهدفة مواقع تابعة لإيران وحزب الله. الضربات الإسرائيلية تهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، لكنها تزيد من تعقيد المشهد السوري المليء بالتدخلات الدولية، بدءاً من الولايات المتحدة وتركيا وحتى روسيا.
ونتج عن ذلك أن المدنيون في سوريا هم من يدفعون الثمن الأكبر في هذا الصراع المستمر. الغارات الجوية والاشتباكات المسلحة تسببت في مقتل وإصابة الآلاف، وتدمير البنية التحتية، وتشريد ملايين الأشخاص. المساعدات الإنسانية تعاني من نقص حاد بسبب القيود المفروضة على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
وفي النهاية، الوضع السوري لا يزال بعيداً عن الحل. التحديات تتضمن إعادة بناء الدولة، إنهاء التدخلات الأجنبية، وتحقيق مصالحة وطنية شاملة. مع استمرار الفوضى، يظل مستقبل سوريا على المحك، مع احتمالات مفتوحة لمزيد من التصعيد أو انفراج سياسي قد يعيد الاستقرار إلى البلاد.