من “نجع البارود بالمراغة” إلى القمة.. قصة كفاح الطالبة روفيدا ياسر الأولى على سوهاج في الدبلومات الفنية

وسط مشاعر ممزوجة بالفرحة والدموع في أسرة سوهاجية بسيطة، احتفلت الطالبة روفيدا ياسر يسري جلال، بتفوقها بعد أن حققت المركز الأول على مستوى محافظة سوهاج في شهادة الدبلومات الفنية بنسبة 99.71%، في إنجاز ليس فقط تعليميًا، بل إنساني بامتياز، يحكي قصة فتاة من نجع بسيط فى قرية هادئة تابعة لمركز المراغة اسمه”البارود” التابعة للوحدة المحلية ببناويط المراغة، حولت أحلامها إلى واقع بإرادة من حديد في الوقت الذي كان يسعى أقرانها لمجرد الحصول على شهادة تعليمية بغرض النجاح فقط.
لم تتحدث روفيدا كثيرًا عن نفسها بقدر ما تحدثت عن أسرتها، التي وصفتها بأنها “السر الحقيقي” في تفوقها قائلة بعد أن حمدت ربها كثيرًا: “أهدي هذا النجاح إلى والدي ووالدتي.. هما من شجعاني في كل لحظة.. لم أشعر يومًا أنني وحدي أو أنى فى دبلوم بل وكانى في ثانوى عام”.
روفيدا، الطالبة بمدرسة بنهو الثانوية الإلكترونية للبنات، التزمت طوال العام الدراسي بحضور المدرسة، والمذاكرة اليومية المنتظمة، والتي لم تقل عن خمس ساعات يوميًا، لكنها لم تنس وسط زحام الكتب أن تحافظ على روحانياتها، إذ تقول بابتسامة هادئة: “الصلاة كانت ملاذي وقت الضغط، وراحتي وقت التعب.. وكنت أؤمن أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا”.
طموح روفيدا لا يقف عند حدود الدبلوم، فهي تحلم الآن بالالتحاق بـالمعهد الفني الصحي بسوهاج، لتواصل مسيرة التعلم وتحقق حلمها في أن تصبح عنصرًا فاعلًا في المجال الصحي.
لم تنس أن توجه كلمة لزملائها من الطلاب، خاصة أولئك الذين قد يظنون أن التعليم الفني أقل شأنًا، فقالت: “التعليم الفني مش أقل من غيره.. فيه مستقبل حقيقي، ومن يثبت نفسه ممكن يحقق أحلامه، ويكمل طريقه في كليات القمة كمان.. المهم تؤمن بنفسك وتسعى”.
تجربة روفيدا ليست مجرد درجات على ورق، بل هي قصة إيمان وطموح وتقدير لنعمة الأسرة، ومن بين أروقة مدرسة في قرية صغيرة، خرجت فتاة أثبتت أن الأحلام لا تحتاج سوى عقل مضيء، وقلب ممتلئ بالإصرار.