الأخبار

الدكتور محمد قاسم المنسي يكتب تأملات حول ليلة القدر

كتب: د. محمد المنسي

من معالم شهر رمضان ليلة القدر
ولقد احتفي القران الكريم بفضلها في سورة كاملة سميت بسورة القدر
كذلك احتفت بها السنة النبوية ، وذلك في قول النبي صلي الله عليه وسلم :
من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
ومن السنة العملية ما روي ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل كله وأيقظ أهله…وكان إذا دخل رمضان يجتهد في رمضان مالايجتهد في غيره ، وفي العشر الأواخر منه مالا يجتهد في غيره.
كذلك تضافرت الأحاديث والأخبار على أنها في العشر الأواخر وأنها في الوتر من الليالي ، ومنها ما روته السيدة عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان ..
ولقد كان من حكمة الله تعالى ، ورحمته بعباده،ان جعلها غامضة مبهمة في العشر الأواخر من رمضان ، يتحراها المسلمون وتعلو همتهم ، ويشتد طلبهم ، ويحيوا الليالي الاخيرة كلها بقيام وعبادة ودعاء..

والسؤال المطلوب الإجابة عليه هو:
كيف نحتفي اليوم نحن المسلمين بليلة القدر؟
اولا : ان الاحتفاء بها يأتي استجابة لما صنعه القران والسنة ، كما ان الاحتفاء لا يكون الا لشيى ذي قدر ومنزلة ومكانة..
ولاشك أن ليلة القدر تستمد منزلتها ومكانتها من انها كانت الزمن الذي اختاره الله تعالي لنزول القران الكريم فيه فقال تعالي (انا أنزلناه في ليلة القدر)
والمراد ان نزوله قد بدأ في هذه الليلة ، وكان من حكمة الله ان يتضمن القران بيانا خاصا بزمن نزوله
إذ إن حدثا بهذا القدر ما كان للبشران يتعرفوا عليه الامن خلال القران نفسه .

ثانيا: لقد أشارت سورة القدر إلى أمرين في غاية الأهمية هما: نزول الملائكة إلى الأرض ، وانتشار الروحانية (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم)
ومع انتشار الملائكة وانتشار الحالة الروحانية، يتحقق السلام لاهل الارض ، ولا يشعر بكل ذلك إلا من احيوا ليلة القدر ..
ثالثا:ان الاحتفاء بليلة القدر هو احتفاء بالمعاني والقيم التي تضمنتها أو تنزلت فيها وليس بمجرد القراءة والدعاء والصلاة ؛ إذ ما قيمة القراءة والدعاء والصلاة اذا لم يعقبها تكريم وتقدير لهذه المعاني وتلك القيم .

 

زر الذهاب إلى الأعلى